کد مطلب:163884 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:250

اهداف حرکة الامام الحسین
ثار الامام الحسین (ع) وتحرك، ولكنه لم یخرج لیحكم، أو لیحصل علی منصب ومن وراءه یأمر وینهی، كلا.. وقد قالها عندما وضع أهداف حركته الرسالیة قائلا:

«ألا وأنی لم أخرج بطرأ ولا أشراً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح فی أمة جدی وشیعة أبی علی (ع)».

هذا هو شعار الامام الحسین (ع) الذی لم یبدأ حركته الرسالیة من أجل أن یصبح حاكماً وهو الذی كان یكرر الآیة الكریمة:

«تلك الدار الآخرة نجعلها للذین لا یریدون علواً فی الارض ولا فساداً والعاقبة للمتقین» (83/القصص).

لم یخرج الامام الحسین (ع) من أجل الفساد ولم یكن هدفه البغی فی الارض كما أتهمه أعداؤه، كان بأمكان الامام الحسین (ع) وهو یملك تلك القوة والشجاعة، بل وتلك الشرعیة أن یفعل ما فعله ابن الزبیر من بعده، وما فعلته حركة القرامطة فی البحرین والبصرة وما فعلته ثورة الزنج فی البصرة التی كادت أن تسیطر علی بغداد، وما فعله غیره من الذین حملوا رایة الثورة، ولكنه لم یفعل شیئاً من ذلك ولم یجبر أحد بالالتحاق به، وكان الامام الحسین (ع) فی مكة المكرمة أمیراً الحج، ولو بقی فی مكة تلك السنة مع تلك الجماهیر التی كانت تلتف من حوله وتصلی وراءه، وقد كان هو القائد الروحی الذی لا یرقی الیه شك فی العالم الاسلامی كله، لكن مع ذلك لم یتسلط ویتجبر علی الناس بقوة السلاح، وكان بامكانه أن یفعل ذلك، ولم یجذب الناس فی مكة لحركته بالقوة، ولم یخضعهم له بل بیّن لهم كل الحقیقة، حتی انه حینما جیء الیه بخبر مقتل مسلم بن عقیل، وتحوّل الكوفة من الثورة علی الحكم الظالم الی الثورة المضادة حیث عمل ابن زیاد فی الكوفة حركة انقلابیة مضادة ضد الحركة الثوریة الرسالیة التی قادها مسلم بن عقیل، وقتل مسلم وقتل هانی معه، وحینما وصل الامام الحسین (ع) هذا الخبر وهو فی منزل بین كربلاء ومكة المكرمة اسمه «زورد» قال له ذلك الذی جاء بالخبر، یابن رسول الله أخبرك سراً أم علناً، قال دون هؤلاء من سر، وكان الامام الحسین علیه الصلاة والسلام یعرف خبر السوء فی الكوفة، وكان یعرف ان هذا الركب إنما انحرف عن الطریق وتنكب عن الطریق لكی لا یلتقی به فینبأه بأخبار الكوفة، ولكن مع ذلك قال ما دون هؤلاء القوم من سر، لماذا؟

لان حركته كانت اصلاحیة لا سائرة ضمن حركة الطاغوت، لم تهدف الی تحكیم طاغوت مكان طاغوت آخر، انّی كان الطاغوت الثانی وتحت أی شعار كان، وهكذا نجد الهدف المشترك بین الحركتین فی التاریخ،حركة النبی موسی علیه الصلاة والسلام، وحركة الامام الحسین علیه الصلاة والسلام، وهذا هوالقرآن الحكیم یقول:

«فاتیا فرعون فقولا انّا رسول رب العالمین - ان أرسل معنا بنی اسرائیل» (16/17/الشعراء).